قهوه بلدي 1

شاي فريسكا .. قهوه كراميل .. شاي علي بوسطه .. قهوه مانو .. بن فاتح سرياقوسي .. حصا ميزه .. حصا مغلي ....
انت الأن تجلس في قهوه بلدي .. ليس coffe shope .. بل قهوه بلدي يا ساده .. هو مكان لمصنع الرجال ومهون الأهوال .. ومدبر الأحوال ومنسق الأشغال ...

من هنا تبدأ الحكايات والاتفاقات !! .. إذ تتعالي أصوات القهوجي وهو ينادي : 

- عندك شاي فريسكا لعم حمدي .

- زود واحده مانو للأستاذ محمد بن فاتح وصايه . 

وصوت أحجار النرد تتبعها ضحكه عاليه متحشرجه تكشف عن أسنان خربه لتقول بحماسه :

- 15 يا معلم .. 

أو : 

- خشب يا باشا .. 

ومن زاويه أخري بعيده من القهوه تسمع صوت عم سمير .. بتاع السندويتشات .. يملك عربه يبيع فيها الكبده والسجق والبرجر والسوسيس والي أخره من هذه اللحوم التي لاتعرف مصدرها ولن تعرف مصدرها أبداً أبداً .. ولكنها في النهاية ستكون كما يقول الأستاذ حسين قولاً حاسماً : 

- شوف أزاي ما فيش ولا كلب بلدي حوالين القهوه !!! 

أذاً هي لحوم كلاب .. وكأنه يكفي أن تعرف مصدر ما تأكله حتي تأكل بتلذذ وتمعن وأطمئنان !! .. أظنه سبب كاف ولا داعي للسؤال مره اخري بهذا الشأن !!. 

ومن الزاويه المقابله .. تسمع صوت رضا .. أنا أعرفه وأستاذ محمد وأستاذ حسين وعم حمدي وغيرهم من مترددي قهوه صهلله بأستمرار .. ولكنه مجرد ما تخطو قدمك وتسحب كرسيك لتجلس وستجده يهرع إليك ويسألك وعيناه تلمع بريقاً من الشغف والانتظار والحماسه : 

- قص ولا سلوم ولا زغلول ؟. 

فترد عليه بأدب :

- شيشه فواكه ليمون علي نعناع .

فيبتسم أليك بأقتضاب أبتسامه قد خلت من الحماسة ويرد : 

- عنيا . 

ثم يعطيك ظهره ليذهب ليلبي أليك ما طلبت وهو يتمتم بكلمات لا تفهم منها سوي كلمه ( عيل سيس ) !!. 

وبعيداً عن ما يقصده في قراره نفسه .. ولأنك تجلس في قهوه بلدي .. حتي تعرف ماذا يقصد( بعيل سيس ! ) .. عليك أن تعرف أنواع الشيشة أو النارجيله  ( كما يقول عمنا نجيب محفوظ ) 👇👇

1- معسل سلوم . 

2- معسل قص .. وهو أقوي من السلوم . 

3- معسل زغلول .. وهو أقدم أنواع المعسل .. ويقع بين السلوم والقص . 

4- معسل فواكه .. وهو معسل مستحدث مخلوط بخلطات كيميائيه تختلف بأختلاف رائحتها وبالتالي طعمها بطبيعه الحال ، ومنها : برتقال .. كنتلوب .. بطيخ .. ليمون .. نعناع .. 

وهذا النوع الأخير من المعسل لا يشربه سوي المرفهين او كما يقول رضا .. العيال السيس !!

ونرجع الي القهوجي .. محمد او بلال أو عمرو أو رضا .. ويختلف تواجدهم باختلاف الوردية .. إذ يتناوبون ما بين النهار والليل داخل القهوه .. وجميعهم ينظرون أليك بأدب وأحترام حتي لو طلبت منه كوب من الماء .. لا تعرف طمعاً منه حتي ينال منك كل ما في جيبك بقشيش له .. أو أنها طبيعه مشتركه بينهم لاعتبارك ( زبون ) جديد فلابد من هذه النظرة حتي تتحول الي مترددي القهوه بأستمرار .. أو ...... 

يتبع ..